صالون بن ماجد الثقافي يحتفل بمرور 50 على العلاقات المصرية العمانية الحديثة بأمسية ثقافية

سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي
سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي


أقام صالون أحمد بن ماجد الثقافي أمسية ثقافية فنية برئاسة سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي وذلك بمناسبة مرور خمسون عام على العلاقات المصرية العمانية الحديثة كذلك استعداد السلطنة للأحتفال بعيدها القومي الـ 52.

  وقد شارك في الأمسية شعراء مصريين وعمانيين ومن اليمن وتونس ومختلف الدول العربية كذلك تم افتتاح معرض فن تشكيلى بهذه المناسبة ضم لوحات فنية لعدد من الفنايين العرب والأجانب .


وقد أكد السفير العماني  في كلمته بالأمسية على الروابط التاريخية الممتدة عل مر العصور  بين مصر وسلطنة عمان حيث تمتد تلك العلاقات التاريخية والحضارية لأكثر من ٣٥٠٠ عام، حيث التبادل التجارى بين القدماء المصريين وأهل عُمان من خلال تصدير اللُبان العُمانى الشهير إلى مصر، بل إن الملكة المصرية «حتشبسوت» قامت برحلة تاريخية إلى «ظفار» فى عصر  القدماء المصريين .

حيث تعد العلاقات الثنائية بين البلدين محور ارتكاز هام علي الساحة السياسية العربية، حيث يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، كما تدعو إلي إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا ولكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصي دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.

كما أشار إلى موقف العمانيين من الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، حيث أعلن سلطان بن أحمد آنذاك (1792-1804)، استياءه من هذه الحملة، وأوقف المفاوضات الفرنسية العمانية التى تمهد لعقد معاهدة بين الدولتين، وأعلن احتجاجه الرسمى على اعتداء فرنسا على دولة عربية مسلمة.

وأوضح الرحبي ان العلاقات بين البلدين توطدت فى زمن سعيد بن سلطان، ووالى مصر محمد على باشا، وعبرت الرسائل التى بعث بها سعيد بإعجابه بالبناء الحديث للدولة التى أقامها محمد على فى مصر، كما عبرت عن وجود رغبة لدى سعيد فى إقامة علاقات وثيقة مع والى مصر.


وفي 13 يناير1944 قام السلطان سعيد بن تيمور بزيارة مصر للمرة الأولى، لإجراء فحوصات طبية، والنظر في امكانية دراسة ابنه قابوس في مصر. كما زار السلطان سعيد القدس الشريف، وقد احتـفت الصحف المصرية والفلسطينية الصادرة آنذاك بهذه الزيارة النادرة لسلطان مسقط وعُمان، وأجرت مجلة «المصور» المصرية حوارًا مع السلطان سعيد بن تيمور، نشر في عددها رقم (1019) بتاريخ 21 أبريل 1944م.

 

وأشار الرحبي أن عمان أعلنت  تأييدها لمصر خلال العدوان الثلاثى فى عام 1956، في حين عرف العمانيون بأمر العدوان الثلاثى على مصر انفجرت مشاعر الغضب فى كل أنحاء عمان، وعبر المئات من العمانيين عن استعدادهم للمشاركة فى نضال مصر الوطنى ضد المعتدين.


كذلك ورسخ السلطان قابوس الراحل، تلك العلاقات بموقفه التاريخى الرافض لمقاطعة الدول العربية لمصر بسبب توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، بل ودعا الأشقاء العرب إلى الوقوف إلى جانب مصر فى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضى حتى عادت الدول العربية جميعا للعمل المشترك تحت مظلة الجامعة العربية من جديد بالقاهرة بعد أن كانت فى تونس.


كما دشن خطاب قابوس عام 1984 بمناسبة العيد الوطنى الرابع عشر للسلطنة، مرحلة أخرى مهمة فى التفاعل المثمر للعلاقات المصرية العُمانية، إذ أكد عمق العلاقات ورسوخها قائلاً "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس فى بناء الكيان والصف العربى، وهى لم تتوان يوما فى التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير".


وقد انتهجت سلطنة عُمان المواقف الداعمة لمصر على مر العصور حيث تعكس العلاقات المصرية ـ العمانية قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها علي جانب واحد.


وأضاف السفير العماني  قائلا لعل الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فبراير 2018 إلى السلطنة، جسدت خصوصية العلاقات الثنائية والتعاون المثمر بين البلدين، التقى حينها بالراحل السلطان قابوس بن سعيد  حيث فتحت هذه الزيارة آفاقاً واسعة للعلاقات العُمانية المصرية فى شتى المجالات، وبالأخص فى الجوانب الاقتصادية والمشروعات الاستثمارية المشتركة.


كما أكد اللقاء الذى تم مؤخرا بين فخامة  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى وبين  جلالة السلطان هيثم بن طارق 

تطورالعلاقات و التعاون بين البلدين الشقيقين إلى إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصة في ظل التحديات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يموج بها العالم .


شارك بالأمسية كوكبة من الأدباء والشعراء والإعلاميين والفنانيين العرب والأجانب.

ترشيحاتنا